"من خلق الله ؟ 1 "

من خلق الله  سؤال يتردد في عقول الكثير , ويخالج صدور البعض , ويقمع من قبل الفقهاء ! .. بين خلق الله وبين الله مسافات خلقها الفقهاء .. فلا يحق لهم أن يتسائلوا لماذا يعبدون ؟ ومن يعبدون ؟ ولكن فقط يتم تعليمهم كيف يعبدون ! .... لقد تم سرقت الاله من قبل الكنيسة فدس في الصليب وسرق من قبل المسجد فوضع في المآذنة .. وأن بحثت فيهما لن تجد الها بقدر ما ستجد الكاهن !..
ولنعد لمقالنا ونتسائل " من خلق الله ؟ " ولنبدأ بانارة درب الاجابة وليست الاجابة الكاملة كونها رحلة يخوضها الفرد في معرفة الله بعيدا عن سطوة الكهنة ويكون شعار الله فيها " أسقط الكاهن وأتبعني " لا " أطفأ مصباح عقلك وأتبعني " فالفقهاء أكثر من سرق الاله ...
في بادئ الأمر يجب أن نعرف أن السؤال يحتوي على مغالطة منطقية ... فالخلق يعني الايجاد من العدم , وطالما كان الشيء مخلوقا فهذا يعني أنه يقع تحت سطوة الزمن حيث أنه قبل خلقه كان عدما وبعد خلقه أصبح موجودا , ما يعني وجود فارق زمني بين قبل وبعد , أي أنه كان ماقبل وجوده يعتبر ماضيا والحاضر هو وقت وجوده والمستقبل هو ما ينتظره .
ولذلك كل مخلوق هو شيء ... وكل شيء موجود في مكان ما فلا تستطيع أن تتخيل شيئا موجود في لا مكان ...حاول ان كنت نقدر ؟
وطالما هو موجود في مكان فالزمان يسري عليه ... فالمكان والزمان قطعة واحدة , فان أردت قطع متر سأقطعه في عدد محدد من الدقايق أو الثواني ... وبعيدا عن مغالطة زينون الأيلي في انكار الحركة ... سنرى أن المكان والزمان يتواجدان معا ..
والزمان يتكون من أعداد {.....1,2,3,4,5,6,7.......} ومن طبيعة الأعداد التغير والتحول فلكي انتقل من الواحد الى الثلاثة احتاج أن أتجاوز الأثنين ... وكل ما يدخل في العدد يتغير , فالانسان حين يبلغ من العمر سنتين فقط غيره حينما يبلغ الـ50 من عمره , والسيارة حين يمر عليها عام فقط من اصدارها غيره حينما يمر على اصدارها 10 أعوام وهكذا كل شيء مرتبط بالزمان والعدد يطرأ عليه التغيير .
وادراكنا هو مايقسم الزمان وهذه مسألة مهمة لمن يتسائل عن كيفية معرفة الله بمستقبلنا وهل الانسان مسير أم خير ... حيث يقول الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون " الوقت هو الأنجاز " فأن سألتك عن يوم الجمعة الفائت ستذكر لي أهم ما فعلته في ذلك اليوم ولن تذكر لي أنك دخلت لتقضي حاجتك مثلا !
فالادراك هو ما يقسم الوقت الى حاضر وماضي ومستقبل حيث أن الثانية تنقسم الى أكثر من 9 أجزاء (يكتو - أكتو _فيمتو- ميلي -بيكو.....) فلا ندري أي الأجزاء يكون فيها الحاضر بالضبط ! وبالتالي ادراكنا يقول هذا حاضر وذاك ماضي .
فهناك مخلوقات كثيرة لا تلتزم بتقسيمنا مثل الالكترونات والنيوترينو اللذي ينفذ من جزء الارض الى الجزء الأخر في جزء من الثانية !, ناهيك عن الشمس اللتي نرى صورتها قبل 8 دقائق ما يعني أننا نرى ماضيها ! .
وبعد أن أشرنا الى أن  المكان والزمان قطعة واحدة , يجب أن نشير الى أن الخلق "ايجاد من العدم " يكون للأشياء , وهذه الأشياء تكون موجودة في مكان ما ويحدوها الزمان , فلا وجود لشيء خارج مكان أو زمان .... ولهذا قال الله {ليس كمثله شيء } فالاشياء توجد في المكان والزمان .
وكل شيء بما أنه في مكان فهو سيبدأ , وبما أنه تحت زمان فهو يتغير , وكل شيء يبدأ من نقطة سينتهي في نقطة أخرى , وكل ما يتغير فهو يتفاوت في القوة والضعف .
فالرسول مثلا ولد في مكة عام الفيل وتوفي في المدينة وهنا نرى أنه بدأ من نقطة وأنتهى في نقطة أخرى , وحينما ولد كان عمره مجرد ثواني وتوفي وهو يبلغ 63 عاما مايعني أن التغيير طرأ عليه سواء كان فسيولوجيا (جسديا) أو فكريا , وكذلك قس على كل شيء قد تتخيله سترى أنه يبدأ في نقطة وسينتهي في نقطة أخرى ويطرأ عليه التغيير حتى الكون اما أنه سيكون عبارة عن مقبرة تتمدد أو سيعود للمتفردة مرة أخرى وهذا متعلق بالكثافة الحرجة للكون .
ولهذا فالله ليس شيئا , لا يحد بالمكان فكل مايحد بمكان سيحد بالزمان مايعني أنه سيبدأ وينتهي ويطرأ عليه التغيير وهذه صفات تدل على النقص ولا يمكن لأله أن يكون الها وهو يتغير مثلما قالت الكنيسة في ندم الاله على طوفان نوح ولا في ترهات ابن تيمية في تحديده في السماء ! .
وكونه ليس شيئا فهو كلي القدرة وأيضا لا مستقبل بالنسبة له كون الزمان كتلة واحدة وادركنا هو مايقسمه والكواكب والكثير من الأجسام لا تلتزم بهذا التقسيم وأهمها الشمس التي نرى صورتها قبل 8 دقائق ويستحيل أن نرى صورتها في ذات الوقت كوننا نرى الضوء اللذي خرج منها قبل 8 دقائق !



وفهمنا للمكان والزمان يكون من ناحية فيزيائية وفلسفية , وللأسف الفقيه يخاف من الفيزياء فعلمه لا يتجاوز حفظ الأسماء فعقله قد توقف من سنين في بول البعير , وكذلك يحرم الفسلفة فلا يعرف كيف يجيب على تسائل مثل " من خلق الله ؟ " فيجرم السؤال كونه يعري مسجده ويفضح جهله وقلة حيلته !
سنكتفي بهذا القدر في معرفة أن الله ليس شيئا يقع تحت المكان والزمان ..وسنتناول لما الله ليس شيئا في المقال القادم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق