غاندي أقرب الى محمد من ابن تيمية .!..

وجد الانسان أولا ومن ثم وجد كل شيء بعده ..... خلق ليكون خليفة أولا ومن ثم  وضعت استراتيجية  لكيف يكون خليفة ... الوجود يسبق الكيف ... كان تسبق كيف ... الجوهر يسبق الأعراض والكيف من الاعراض ... الامكان يسبق الفعلي والكيف يرتبط بالفعلي ..  وجود الانسان قبل وجود الأديان حقيقة لا نقاش فيها ..

لست بصدد الحديث عن وجودية كيركجارد وديانته بطريقة "اما أو " , ولا بمسرح جان جاك روسو ولا بمنطق زوجته دي بوفوار , بل بمنطق محمد وعيسى وموسى وابراهيم وكل الانبياء ..
لطالما تسائلت لما بعث الأنبياء في الشرق الأوسط ؟ لما أوروبا وأفريقيا والهنود الحمر سكان أمريكا لا يملكون أنبياء ؟ هل كانوا موحدين ؟ هل كانوا على ديانة المسيح ؟ الكنيسة قالت لا وقتلت جيوردانو برونو لذلك !
هل كانوا مسلمين ؟ أيضا لا ... فاذا لما لم يبعث النبي فيهم ؟
لأن الأنبياء لا يبعثون الا حينما يكفر بالانسان باسم السماء , حينما لا يكون هناك أدنى قيمة للانسان وبأسم السماء , حينما يتم تزوير الاله لغرض استعباد الناس , هنا يتم ارسال الانبياء ...
فالانبياء للانسان كما الاديان للانسان , لا يعقل أن يقتل الانسان لأجل دين ما ! , لأجل فكرة ما , لأجل معتقد ما , خلق هذا الكون للانسان والدين حادث في الكون فهو للانسان , الله يكرمه بالحياة وأنت تكذب وتقتله باسم الله ! , لو كان ذلك صحيحا لما خلقه منذ البداية فخلقه اما أن يكون مضيعة للوقت أو جهل بما سيقترفه هذا الانسان وفي كلتا الحالتين لا تليق هذه الصفات بجناب الاله الكريم ..

نعم الله ليس محتاجا لأن يعبد , ولكن الأنسان يحتاج لمن يعبد الله فيه , لمن يقدر الله فيه , لمن يخشى الله فيه , لمن  يتراقى بالصفات الربانية , لا لمن يهرول خوفا من الحياة ...
الله خلق الأرض وأوجب معرفتنا له فيها , ولم يخلق الأرض لتذهب منتحرا وتخلص نفسك من الأرض  ! , دين الله الانسانية , ودين الانسانية الله ... لا فرق بين اللاهوت والناسوت الا الأسماء , ولمن لم يفهم لا فرق بين الالوهية والتعبد في الارض الا الفقهاء ..

أكثر من خذل اليهودية بعل بن باعوراء وهو فقيه يهودي , وأكثر من خذل المسيح حواريوه .. وأكثر من خذل محمد الفقهاء ! ,, لا تنتظر عدلا بين من يكتب اسم معاوية مع علي ويزيد مع الحسن !
لا تنتظر صرفا من شخص يميل لكعب الأحبار ومعاوية على حساب الاشتراكي العظيم أبي ذر ,, أترك معبد من يرى هارون الرشيد وعبدالملك بن مروان وغيرهم من الظلمة أفضل من صاحب الزنج ... لا تصلي خلف من يرى ابن تيمية خير من بوذا والمهاتما غاندي فالله فر من معبده منذ أمد طويل ...

متدين اليوم هو مؤمن باله المعبد والفقهاء لا الاله الحق .... من يحسن لأجل نص سمعه من النبي لن يحسن ان لم يكن النص موجودا فدعك منه ... من يقتل الانسان لأجل نص فثق أنه لم يعرف الله أبدا .... النص نزل للانسان ولم ينزل الانسان على النص ... أما الكاهن فهو مصاب بحول يجعله يرى العكس ! ...

لن تجد الله في المعبد , ولكن قد تجده حول ذلك الملحد اللذي ألحد بعدما رأى ظلم الناس باسم الله وان كان في الحانة ! .... لن تجد الله في اللحى ولكن ستجده في القلوب .... لن تجد الاله بالعقل فقد قالها كانط الشيء بذاته لا يدرك ! ..

ابتعد عن الجماعة تكن أقرب الى الله .... قف بوجه الطائفة تكون عابدا لله ... أعبد الله بانسانيتك ولا تعبده بحركاتك ... فالله يفهم لغة القلوب والاخلاق ويترك الحركات للملكين ! ....
وعودة الى العنوان ... فالرسول بعث لكي يتمم مكارم الأخلاق ... وبهذا المقياس غاندي أقرب ... وبمقياس العقل غاندي أقرب .. وبلغة الروح غاندي أقرب ... أما بلغة التعصب والكهنوت ابن تيمية أفضل !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق