الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

معنى الحياة المفقود..

بعد 5 أعوام جميلة حطت قدماي على بقعة من بقع العالم العربي الذي امتهج الخوف من الحياة ..
دقلئق قليلة مرت حتى أرى العبوس في اغلب الاوجه ..هذا يزمر بسيارته بقوة والاخر يختلف مع البائع على السعر فيعلي صوته بدلا من استخدام عقله  للوصول للسعر المراد!
ومع كل هذا كنت اقول لنفسي لقد تغير العالم واصبح الكل يعرف ان العمر قصير فيعملون ويسمتعون الا في عالمنا العربي الذي اجل متعته لعالم أخر بدلا من هذا العالم ..
اننا نسير الخلف ..لا أحد في العالم يسير الى الخلف الا الدول العربية باسثناء تونس وفنزويلا التي تمر بازمة مضحكة ومبكية تحكي غباء الانسان منقطع النظير !
لست ممن يلقي اللوم على الاخرين وان كانت السياسة لها يد في كل مايحصل ولكن الساسة هم ابناء مجتمعهم وورثوا افكارهم وحيلهم فلا يلوم شعب الا ذاته ! .
معنى الحياة ..لا وجود لمعنى للحياة لشخص يعمل لليل نهار !
واخر بيته ممتلئ بالاطفال !
واخر يعمل لدفع الفواتير ليس الا !
اعتقد ان 90% من العالم العربي يقعون في واحدة منها بل انك ستجد من تشترك الثلاث عوامل في ايام حياته ..
فن الحياة ليس الاستمتاع فقط أو العمل فقط بل مزيج منهم ينعكس على كل يوم من ايامنا وأسلوب حياتنا ..ان الترفيه في عالمنا تحدده الحكومات اننا عبيدون جدد هذه الايام ...
بعد 5 اعوام بعيدا عن كأبة هذا العالم المقيت الذي ينعكس حتى في موسيقاه وافلامه ومسلسلاته ...أمة الكأبة بامتياز ومن مثل هؤلاء لا تنتظر عدلا ولا انتاجا ولا شيء فهم موتى ينتظرون وقت دفنهم ..
ينتظرون الها يخلق لهم عالما بلا هم ... سياسيا يبنى لهم المسابيح في بيوتهم ليرتاحوا !
أرة ذاتي كائنا فضائيا ذاق طعم شيء ما ويرى نقيضه ...
أنت في عالم الانظار حتى انهم ينتظرون الفرح ويحتفلون بالحزن اياما !
قد يقولون لو أن سياسي البلد لهم افكار لتغيرنا واقول لوكان لهم شعب غيركم لكانوا أفضل ولكنكم أسوأ الشعوب ولذلك تملكون أسوأ الحكومات ..
5 سنوات جعلتني اتعلم فن الحياة حيث تحقق احلامك وتستمع بيومك وتعطي لعلاقاتك حقها وتتعلم ان تكون انت ..
ان تكزن انت انسان لديه طريقة حياة في كل شيء من ملبسه الى نومه في عالم متشابه ...
اننا نعيش في قبور متحركة لا تنتج الا الدعاء والعالم كله يشمت فيهم ..
ان كنت عربيا هل تعرف الحياة اصلا قبل ان تعرف فنها !

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

تأملات في تاريخ الفلسفة (1 )

يبدأ الطفل حياته وهو ينظر الى الأعلى , أكان ماعلاه سقفا أم سماءا , أجاد القدر بأبويين يوفران السقف أم أبويين يفترشون السماء , فلا خير في مفترش السقف ان لم يلتحف السماء ...
وما أن يكبر الطفل حتى يبدأ الطفل في استكشاف كل ماستطاع تجربته واستطاع الوصول اليه بكلتا يديه , ومن ثم يكبر فلا يقبض على الوجود بقدر ما يجمده مكانه مشيرا " ماهذا  ؟" .
يقول "فان كواين " أن  الاطفال كلهم فلاسفة , فأسئلتهم هي الأسئلة الفلسفية حتى تدرج العادة والاعتياد في افساد هذه العبقرية ..

هذه هي الفلسفة , مجرد تساؤلات طفل صغير يستكشف ما حوله , فنظر الى الأعلى أولا ومن ثم حوله ومن ثم نظر الى نفسه متسائلا " من أنا " ؟ , ومازال يبحث عن أجوبة لهذه التساؤلات ..
فالبشر نظروا فيما حولهم والى السماء , فتسائلوا من أين أتى وكيف يسير هذا الكون وما كنهه , فأطلقوا العنان لخيالهم ونصبوا قوى للخير في صدام مستمر مع الشر , ولجأوا الى قوى الخير لينتصروا لهم على الشر .... هكذا بدأ هوميروس واضعا قصصا لكل حدث ومصورا لملاحمه الكبرى .
في هذه الاجواء ولد الطفل المتسائل , في أجواء ترزح تحت ضياع مطرقة اله الخصب ويدور حول نفسه غاضبا بحثا عنها , ليغلق هوميروس الصفحة حتى الملحمة القادمة ..


ما هي الفلسفة :-
الفلسفة نشاط عقلي , بدأ منذ القدم وقدم مع الانسان كون السؤال الفلسفي هو السؤال اللذي يسأل دائما " فان كوين " , وبالتالي كانت الفلسفة هي الاجابة على هذه التساؤلات فكانت الشجرة الأم لكل العلوم وان حاولت أن تنكر الأصل الفلسفي لها ...

وأستمرت الفلسفة كأسم جامع لكل العلوم حتى أتى أحد أساتذة " اللوقيون " وقسم الفلسفة  وبالذات فلسفة أرسطو كونه يدرس في مدرسته  الى (الطبيعية -  وماوراء الطبيعة ) لتسهيلها أكثر لطلابه ولكي لا يختلط عليهم الظاهر والحقيقي ..
وماوراء الطبيعة هي قدس القداس كما يسميها هيجل "الميتافزيقا ", وأستمر هذا التقسيم الى اليوم ..
والميتافزيقا تناقش : 1- الوجود من حيث هو .... 2- الكسمولوجي ( الكونيات ) .... 3- الاستمولوجيا ( المدلولات اللفظية )
ولذلك فالفلسفة جزء من حياتنا , وسؤال ينبغى على كل فرد أن يسأله يوما لنفسه ويبحث عن اجابة له ولا مجال لوجود عقل لا يتعاطى الفلسفة أبدا ...
ولقد حرمها رجال الدين كون الفيلسوف غالبا لا يجتمع معهم تحت سقف واحد , فالفلسفة بحث عن الجمال فيما رجال الدين هم أعداء الجمال ... بحث عن الحقيقة فيما رجال لدين هم أعداء الحقيقة ..
هنا نحن نهيم بحب الجمال ... ونصلي في محراب الجمال فلا مكان لمدعي الحقيقة ... فأهلا بك في عالم قدس القداس الميتفزيقا