النظرية النسبية ونسبية العلم ...

كلنا نعرف آنشتاين كرمز للعبقرية والابداع الانساني , وأغلبنا سمع بنظرية آنشتاين وتخوف من الخوض فيها لانتمائه لركن الفيزياء , ولهذا سنبتعد عن الجزء الفيزيائي وسنركز على الجزء النظري والتنظيري فيها .
النسبية لم تأتي مع آنشتاين كاسابقة بقدر ما قال بها الفيثاغوريين أولى النهى وأهل الفلسفة التي مازال العالم يقطف ثمارها , حينما أشاروا الى أن الروح مجرد نغم وهم يعنون بالنغم توازن المتضادات حيث أن الحياة لديهم نشأت من توازن لهذه المتضادات وعلى نحو قريب من هذا هي نظرية الأوتار اليوم !.
ولنعود الى النسبية التي تقول أن كل شيء ليس كما يبدو عليه ونسبي جدا , فاللون الاخضر الذي نراه من حولنا كالون للاشجار ليس الى درجة معينة من الضوء في مقياس انكستروم يتلقاه العقل ومن ثم يبرزه لنا على شكل لون أخضر ! , ما يعني أن اللون ليس له وجود مستقل !.
وأيضا تقول أن لا وجود لصلب وسائل وغازي بقدر ما هذه الأسماء مجرد تبيان لحالة الجزيئات المتقاربة في الأولى وغير المستقرة في الثانية والمتباعدة في الثالثة ! , ما يعني أنه لا وجود حقيقي لصلب والسائل كونها مجرد وصف لا أكثر ! .
ولنستمر مع النسبية حيث تقول أن الضوء " يتكون من جزيئات صغيرة تسمى الفوتونات " تسلك سلوك المواجات تارة وسلوك الجزيئات تارة ! , وهذا أمر خطير حيث أنها في الحالة الاولة لا تشغل حيزا من الفراغ فيما في الحالة الثانية تشغل حيزا من الفراغ !
وهذا يفتح الباب لفلسفة باركلي أننا مجرد هتمات في عقل الاله ولا وجود حقيقي لنا وغيرها من الفلسفات التي توجهت مثل هذا التوجه ! .
فالنسبية اثبت لنا شيء واحد هو أنه لا وجود لحقيقة مطلقة وهذا مانادى به أفلاطون ومن قبله أنكسمانس وغيرهم من الفلاسفة حيث أنهم أتفقوا على أن هذا الكون هو كون متغيرات وطالما هو متغير فهذا يعني أنه لا يصلح لأن يكون حقيقة بذاته .
وأيضا النسبية والتي ليست بمؤمن من ديالاكتيكية هيغل كون نظرية الأوتار بدأت تشق طريقها لأعطاء اجابات عن تساؤلات آنشتاين حول نظرية تجمع بين القوى الكبرى كلها .
ولذلك وكون العلم ينتمي الى هذا العالم المتغير في أصله فهو لا يصلح أن يتم الاستشهاد به كحقيقة واضحة , فأرسطو قال بمركزية الأرض لتكون هذه المقولة بديهية لمدة 1000 عام حتى أعاد كوبرنيكوس ماقاله أرسطرخوس من قبل بمركزية الشمس .
ولذلك قد يخفى على الكثير ممن يركز على هالة كلمة " علم " أنه متغير فيستند عليه كحقيقة قائمة وناجزة ضد الغير .
قراءة التاريخ مهمة جدا للفرد وكما قال غوته " من لم يستفد من خبرة ثلاثة ألاف عام , فخبرته لا تتعدى يومه " .
قبل أن تلحد استنادا على العلم توقف وأبحث بعمق وأترك الناس خلفك وضع رأيك وعقلك أولا وغص في أعماق الفلسفة فهي الترياق ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق